رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

مشهدان ظلا وسيظلان في ذاكرتي ما حيت !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

مشهدان ظلا وسيظلان في ذاكرتي ، مثلما في ذاكرة كل من شاهدهما ، ومن شاهدهما يعدون بالملايين ، لما يحملانه من الدلالات العميقة والمعاني السامية ، وما يمثلانه من قيم نبيلة تكاد تندثر في الحياة السياسية والاجتماعية في عالمنا المعاصر . الأول كان مشهد الملك عبد الله بن عبد العزيز{ عندما كان رحمه الله ولياً للعهد } على شاشات التلفزيونات المحلية وهو يجهش باكيا أثناء تفقده منازل المواطنين الفقراء والتي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة في حي (الشميسي ) بالرياض . والثاني كان مشهد الشارع السعودي يوم عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز"رحمه الله " وقد منّ الله عليه بالعافية والشفاء من رحلته الاستشفائية التي غاب فيها عن الوطن قرابة الثلاثة أشهر . في المشهد الأول أبكتنا دموعه "رحمة الله عليه " وفي المشهد الثاني اكتست ملامح مدننا ملامح العيد والفرح . وما لم نلتفت إليه يومها كان هو إن المشهدين متكاملين .. وإنهما يشكلان معا جانبين لوجه واحد .. هو وجه الملك الإنسان عبد الله "رحمه الله " المشهد الأول يكشف لنا عمق وثقل إحساس الملك بمسؤوليته تجاه شعبه ومدى تغلغله في صميم وجدانه خشية لله وطمعا بما عنده وحبا يلامس العشق لهذا الشعب .. كانت عينه لا تغمض عن شعبه ، يحس ألآمهم ويرنوا إلى مستقبلهم ويتطلع إلى رفاه عيشهم ، حريص على كرامتهم ..فهي من كرامة الوطن إذا كانت هذه هي دلالات المشهد الأول .. وهي كما رأينا شعور بالحب الغامر لهذا الشعب ..وخوف من الله سبحانه وتعالى وخشية من سؤاله عن هذه المسؤولية التي تهد الحيل ...والسهر من أجل راحة كل مواطن ومواطنة ..! فان المشهد الثاني هو المرآة التي تعكس وجه المشهد الأول . انه ذلك الحب وقد تدفق بشرا وفرحة على وجوه الناس : أطفالا وشيوخا ونساء ورجالا ، وهم يتدافعون فرحا يستقبلون عودة الحبيب الذي غاب الفرح بغيابه...لقد أحبهم ولي أمرهم ، وسهر ليغمضوا أعينهم وينامون آمنين مطمئنين على نفوسهم وغدهم .. فبادلوه حبا بحب ..ووفاء بوفاء .. وأخلصوا له الحب والولاء والوفاء .رحمه الله واسكنه فسيح جنانه !

arrow up